اذا اردت شيئـا بشـدة اطلق سراحـه ان عاد الـيك فهـو ملكـك للأبد وان لم يعـد فهو ليس لك من الأصـل



الثلاثاء، 13 يوليو 2010

بعض ابيات من قصيدة الاطلال لابراهيم ناجي



يا فؤادي، رحم الله الهوى
كان صرحا من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله
وارو عني، طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطاً من ندامى حلم
هم تواروا أبداً، وهو انطوى

***

يا رياحاً، ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا

وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناس ما وفى

كم تقلبت على خنجره لا
الهوى مال، ولا الجفن غفا

وإذا القلب - على غفرانه
- كلما غار به النصل عفا

***

يا غراماً كان مني في دمي
قدراً كالموت، أو في طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمه من فمه

ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه ؟

***

لست أنساك وقد ناديتني
بفم عذب المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي، كيد من
خلال الموج مدت لغريق

آه يا قبلة أقدامي، إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق ؟

***

لست أنساك، وقد أغريتني بالذرى
الشم،فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي، وأنا لك
أعلو، فكأني محض روح

يا لها من قمم كنا بها
نتلاقى، وبسرينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها ونرى
الناس ظلال في السفوح

***

ذهب العمر هباء، فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا

صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا

انظري ضحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحا طائراً
والجوى يطحنني طحن الرحى

***

كنت تمثال خيالي، فهوى
المقادير أرادت لا يدي

ويحها، لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي، وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحات ما بها
من نجي، يا سكون الأبد

***

أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء

واثق الخطوة يمشي ملكاً ظالم
الحسن، شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء

مشرق الطلعة، في منطقه
لغة النور، وتعبير السماء

***

أين مني مجلس أنت به
فتنة تمت سناء وسنى

وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا

وسقانا، فانتفضنا
لحظة لغبار آدمي مسنا !

***


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.