اترحم على أيام الصبا
التي مرت كحلم جميل
خلف بعده ليل طويل
اذكرك في صفاء مياه النهر
وشاطئه الاخضر
الذي كان دربنا للعشق
وسرقة قبلات الطفولة والصبا
التي كنا ننظر اليها
كمن يغتال براءة الطفولة
او يغير قانون الطبيعة
اتذكر ارتشافي لقبلاتك
واني صفيرة وانا صبي
كلانا لا يجيد التعبير عن حبه
كانت قبلات ظازجة
مثل عمرنا الغض
بسيطة بساطة أحلامنا
اتذكر
همسات اصدقائي
عن حبنا
يذكروني دائما بخطيئتنا
وهو الحب
في القرية الصغيرة
التي كنا فيها مثالاَ صارخا
للعشق .... والخروج على الحياء
اولا يدرون ان حبنا كان مثلا للحياء
كان مثلا للوفاء
مثلا للصفاء
مثلا للشفاء
من اسقام الانانية واللاحب
علمنا انا وانتي الحب ونحن صغار
اقراننا
ضحيتي وانا بكل نفيس
كي يكون الاصدقاء عاشقيين
آدميين
وكان العقوبة في انتظارنا
الفراق وغياب الشمس
وجفاف النهر
وانحسار موجات المد في بحر الحب
وذوبان وجهك الذي لم يخطئني يوما
وسط جموع الشباب
فكان بيتي
وجهك كان بيتي
وكنتي أمي
ومعشوقتي
اذا نظرت اليكي
تولدت الوف المشاعر
وخفق القلب ببفعل زلزال
يدمر كياني كله
ذاب وجهك وسط ظلم البشر
قسوة البشر
سطوة البشر
لكن عزائي انني رغم الوف الحواجز
لازلت اسكن قلبك
ورغم تغير جغرافية المكان
وديموجرافية البشر
ستظلين والنهر
وبساط الشاطيء الاخضر
مراسي في نفسي
واحات في صحراء لاترحم
لن تكون ذكرى
لاني اريدها هكذا
وانتي
يصلني طيفك كل مساء
يخبرني اني لازلت بقلبك
